الاثنين، 17 ديسمبر 2012

مدخل إلي مشكلة الدراسة مقدمة الثانوية العامة فترة حرجة

 مقدمة :
الثانوية العامة فترة حرجة من مراحل التعليم، ولا شك أن للقدوة والصحبة أكبر الأثر في تهذيب الطلاب، كما أن التدليل المفرَط والشدة الزائدة هي إفساد لا إصلاح، ومن هنا تعتبر المرحلة الثانوية من المراحل الدراسية المهمة، حيث يقطف الطلاب فيها ثمرة جهودهم التي بذلوها في المرحلة الابتدائية والإعدادية.
والطالب في هذه المرحلة يمر بفترة حرجة من مراحل النمو؛ وهي مرحلة المراهقة المتوسطة من سن 16- 18؛ حيث تظهر فيها العديد من المشاكل والميول والاتجاهات والرغبات والشهوات والحاجات، فإذا لم يتم فيها توجيههم من قِبَل الآباء والمعلمين توجيهًا سليمًا في ظل إطار شرعي وتربوي مَرِنٍ، بعيدًا عن التهاون والتساهل والتخلِّي عن المبادئ والمُثُل والقيم، وبعيدًا عن التصرفات العصبية الرعناء، فإن الشباب في هذه المرحلة يضيعون في لُجج الفتن ومزالق الرذيلة؛ وهو ما يؤدي بهم إلى الانحطاط والفشل وعدم القدرة على مواجهة متطلبات الحياة. وإن المتأمل لواقع طلاب المرحلة الثانوية يجد أن لديهم العديد من التصرفات والسلوكيات السيئة أوقعتهم في الكثير من المشاكل؛ كالتهاون في الصلاة، أو حتى تركها، وعقوق الوالدين، وتعاطي المخدرات والتدخين، والمعاكسة في الأسواق، والكذب، والسب والشتم، والسرعة الجنونية والميوعة، ومحاكاة الغرب في قصات الشعر وفي ملابسهم وفي حركاتهم، والتشبه بالنساء، وممارسة الرذيلة، والسرقة، والتمرد على أنظمة المدرسة، والهروب منها، والعبث بممتلكاتها، والاعتداء على الآخرين، والغش في الاختبارات، وإظهار السلوك العدواني والعناد أمام المعلمين وعدم احترامهم،ومشكلات الهروب من المدرسة لفترات متقطعة أو منتظمة وغير ذلك من التصرفات السيئة التي يشمئز منها كل إنسان غيور على دينه وقيمه وعاداته، وحريص على مصلحة هؤلاء الشباب الذين يعتبرون المورد البشري المهم في بناء الوطن0
ومن المظاهر التي طفت علي السطح منذ سنوات ظاهرة الهروب المدرسي والتسرب لفترات طويلة فقد اتسع في الآونة الأخيرة نطاق ظاهرة التــسرب الدراســـــي خاصة في دول العالم النامي التي تعاني شعوبه من أوضاع اقتصادية متردية لا تسمح بتوفير تكاليف التعليم, وتعاني أنظمته التعليمية من الجمود والتخلف وعــدم كفـــــاءة
الموارد البشرية, وهذه الظاهرة لها انعكاسها الخطير, فهي كالقنبلة داخل هذه المجتمعات فاتساعها يؤدي لزيادة الأمية وضعف الإمكانيات البشرية والتدهور الأخلاقي وغيرها من المشكلات الاجتماعية0 ومن هذا المنطلق قام أعضاء مكتب الخدمة الاجتماعية المدرسية بالقليوبية بالإعداد لدراسة ميدانية لدراسة جوانب هذه المشكلة للتعرف علي أسبابها والعوامل المؤدية لها وكيفية التوصل لحلول وعلاجات تساهم في القضاء علي هذه الظاهر والتي تؤثر تأثيراً كلياً في بناء المجتمع0
مشكلة الدراسة وأهميتها :-
يقصد بالمتسربين انقطاع الطلاب عن الحضور للمدرسة لفترات متقطعة أو بصفة دائمة وخصوصا بعد كتابة استمارات الامتحانات والتسرب من الظواهر الخطيرة التي استرعت انتباه كثير من المهتمين بالتربية والتعليم حيث أن هذه الظاهرة لها أبعادها الخطيرة اجتماعياً واقتصادياً وسلوكياً فالمتسرب يترك المدرسة في هذه المرحلة والتي يتم تزويده فيها بالمعارف والخبرات والاتجاهات والقيم التي تعده للمرحلة الجامعية علي أفضل وجه ممكن0
إن قضية التعليم هي محور اهتمام القيادات السياسية فهناك اهتمام واضح بقضية التعليم عبرت عنه كلمات السيد الرئيس محمد حسني مبارك في افتتاح المؤتمر القومي للتعليم 2008 حيث أكد السيد الرئيس أن تطوير التعليم يمثل ركيزة أساسية للإصلاح والتنمية وعنصراً حيوياً في بناء نهضة الوطن وبعداً مهماً من أبعاد امن مصر القومي إذا أردنا أن نحتل مكانة نستحقها في عالم لا يعترف اليوم إلا بالقدرة علي إنتاج المعلومات واستهلاكها والتعليم هو السبيل إلي ذلك0
من هنا تأتي أهمية هذه الدراسة وهي ظاهرة الغياب المدرسي ودور المدرسة كمؤسسة للتربية والتعليم في وجود تعليم موازي غير رسمي يتمثل في مراكز الدروس الخصوصية الأمر الذي أدي إلي غياب الطلاب عن المدرسة في فترات متقطعة أو متصلة
ولجوئهم إلي اختلاق الحجج والحيل للخروج إلي وحدة التأمين الصحفي لإضفاء الشرعية علي هذا الغياب0
ومن هنا تم إفراغ المدرسة من مضمونها التربوي وذلك في وقت أحوج ما نكون فيه إلي تعظيم رسالة المدرسة في تكوين الإنسان الحضاري الذي تتمثل فيه الموازنة عقلاً وقلباً والملتزم بالقيم والسلوكيات قولاً وعملاً0
والواقع أن الطالب الآن يتعامل مع المدرسة في الإجراءات الروتينية فقط مثل كتابة استمارة الثانوية أو من أجل رقم الجلوس حتى خطابات الفصل باتت أمرا طبيعياً وهو أقصي إجراء يمكن أن تتخذه المدرسة لطالب لا يعرف أصلاً طريق المدرسة 0
ولا نستطيع أن نتهم المدرسة بأنها لا تقوم بدورها فهذه مسئولية مشتركة بين البيت والمدرسة والمؤسسات المجتمعية الأخرى0
عن هذا النمط يعتبر أحد أنماط السلوك الغير سوي الأمر الذي استلزم دراسته وتصحيحه في إطار منظومة شاملة للتعليم – ولا شك أن النظام الجديد للثانوية العامة الذي سيتم إقراره سوف يحد كثيراً من هذه المشكلة0
الدراسات السابقة :-
وهنا نستعرض بعض الدراسات و البحوث والدراسات السابقة ذات الصلة ببعض أنماط السلوك غير السوي كالسلوك العدواني والسرقة والكذب والعدوان والهروب والتسرب – ويمكن تصنيف هذه البحوث والدراسات علي النحو التالي :-
أولا : دراسات تناولت سيكولوجية العدوان كسلوك غير سوي :-
قامت سميحة نصر عبد الغني 1983 بدراسة موضوعها " الشخصية العدوانية وعلاقتها بالتنشئة الاجتماعية والاتجاهات الو الدية في التنشئة وارتباطها بعدوانية البناء وبعض سماتهم الشخصية" وهدفت الدراسة إلي كشف عن العلاقة بين
الوالدين بالتنشئة كما يدركها الأبناء وبين عدوانية هؤلاء الأبناء علي عينة من التلاميذ للمرحلة الثانوية وقد أشارت النتائج وجود ارتباط موجب دال إحصائياً بين العدوان وتأكيد الذات والسلوك الاستقلالي وصلابة التفكير ومرونته 0
كما قامت سميحة نصر عبد الغني 1986 بدراسة عنوانها " السمات الشخصية المميزة للعدوانية وأنساقهم القيمية دراسة سيكولوجية مقارنة بين البنات والبنين"0
وهدفت الدراسة إلي الوقوف علي السمات الشخصية المميزة للعدوانية والقيم الخاصة بهم ثم مقارنة الذكور والإناث للكشف عن طبيعته
وأجريت الدراسة علي عينة قوامها 235 طالب و284 طالبة مـن طلاب الصـف( الـثاني ثانوي) وتوصلت الدراسة إلي عدد من النتائج من أهمها وجود فروق بين الذكور والإناث علي نتغير السلوك العدواني لصالح الذكور وتوصلت إلي وجود فروق دالة أيضاً بين العدوانية وتأكيد الذات والميل إلي السلوك الإجرامي والقلق في كل من العينتين وهذا سلوك غير سوى لابد من علاجه ووضع خطة لعلاج مثل هذه السلوكيات التي تشيع في المدرسة0
وقام عبد الرحمن مهدي يسن 1989 بدراسة عنوانها " دراسة العلاقة التوكيدية والعدوانية لدي طلاب الجامعة " وهدفت إلي الكشف عن العلاقة بين التوكيدية والعدوانية السوية وغير السوية لدي طلاب الجامعة علي عينة قوامها 200 طالب وطالبة0
وتوصلت الدراسة إلي عدة نتائج من أهمها فروق بين الذكور والإناث من حيث التوكيدية والعدوانية غير السوية0
وقامت ليلي عبد العظيم 1981 بدراسة عنوانها " السلوك العدواني وعلاقته ببعض أنماط التربية الأسرية " وهدفت إلي الكشف عن نوع العلاقة بين السلوك العدواني وأنماط التربية الأسرية كالتشدد والتسامح والتسيب وذلك علي عينة قوامها 100 تلميذ مقسمة علي مجموعتين أحدهما مرتفعي السلوك العدواني والأخرى منخفضة السلوك العدواني0
وقد أسفرت الدراسة عن النتيجة التالية :-
= وجود فروق دالة إحصائياً بين مرتفعي ومنخفضي السلوك العدواني في أنماط التربية الأسرية.
وقام ضياء محمد منير 1983 بدراسة عنوانها " علاقة السلوك العدواني لدي الأطفال " وأجريت الدراسة علي 18 تلميذ من ذكور الصف الخامس الابتدائي – وقد أسفرت نتائج الدراسة عن أن هناك علاقة سالبة بين الاتجاهات الو الدية كما يدركها الأبناء من ناحية السلوك العدواني لدي الأطفال من ناحية أخري باستثناء واتجاهات الطفل نحو تسامح والديه معه في مواقف الجنس والسلوك العدواني لدي الأطفال0
كما قام مكتب الخدمة الاجتماعية المدرسية بمديرية التربية كما قام مكتب الخدمة الاجتماعية المدرسية بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية 1995 بدراسة عنوانها " ظاهرة السلوك غير السوي في المجتمع المدرسي " وأجريت
الدراسة علي عينة قدرها 200طالب وطالبة و100معلم ومعلمةو100من أولياء الأمور وكان الهدف من الدراسة تقصي ومعرفة أهم أنواع السلوك غير السوي وخصائص الأكثر شيوعاً بين طلاب المرحلة الإعدادية بإدارات محافظة القليوبية كما يقصد بالتعرف علي أسبابها من وجهة نظر عينة من الطلاب من وجهة وعينة أخرى من الآباء والمعلمين وجهة نظرهم في أسباب هذا السلوك غير السوي والدوافع ووضع الحلول والعلاجات التي تنتج من البحث والدراسة – كما تهدف الدراسة الوصول إلي مقترحات وتوصيات تكون ذات جدوى للآباء والمعلمين للحد من تفاقم هذا السلوك المنحرف بين طلابنا في المدارس0
وقد أسفرت نتائج الدراسة أن هناك عدة أسباب مجتمعة أدت إلي ظهور هذه السلوكيات منها :-
1- الأسرة :-
فقد الصلة بين الأسرة والمدرسة وعدم متابعة الطالب داخل المدرسة 0
ضعف الرقابة الأسرية علي أفعال وسلوكيات الطلاب 0
جهل الأم بالقراءة والكتابة 0
الخلافات الأسرية0
العامل الاقتصادي وعدم الوفاء باحتياجات الأبناء0
كل هذه العوامل تؤدي بالطالب أو الطالبة إلي ارتكاب أنواع كثيرة من السلوكيات غير السوية دون أن يبصر بها الوالدين أو يتعرفوا عليها إلا بعد وقوع الطلاب في مشكلات تؤدي بهم في بعض الأحيان للمساءلة القانونية أو تؤدي لفشلهم الدراسي 0
2- المدرسة :-
وهنا نجد المدرسة لها دور أساسي في الأسباب والدوافع التي تؤدي بالطالب لارتكاب السلوك غير السوي ومنها :-
فقد الصلة بين المدرسة والأسرة إلا في حالة وقوع مشكلة خاصة بالطالب داخل المدرسة أو لتوقيع جزاء علي الطالب نتيجة سلوك لا ترتضيه المدرسة0
عدم إطلاع المدرسة ولي الأمر واستدعاؤه لمعرفة نتائج أولاده العلمية والاستفسار عن حالة أبنه وتأخره الدراسي والتسرب من المدرسة 0
عدم الاهتمام بالنشاط المدرسي لشغل وقت فراغ الطلاب وعدم إشباع حاجاتهم النفسية داخل المدرسة 0
معاملة المعلمين للطلاب وسلوكيات بعضهم نحو الدروس الخصوصية وتفضيل بعض الطلاب علي الآخرين وعدم جدية المعلمين في الشرح داخل الفصول يؤدي لحالات التسرب الدراسي 0
عدم الاهتمام بالسلوك الديني داخل المدرسة يؤدي لبعض السلوكيات الغير سوية مثل السرقة والكذب والتدخين 0
2- التلميذ ذاته :-
ومن أهم الدوافع والأسباب التي تؤدي إلي السلوك غير السوي دوافع ذاتية ونفسية وجسمية وصحية داخل الطالب والتي تؤدي إلي الانحراف وارتكاب السلوك غير السوي0
عدم وجود العلاج لأي مشكلة بالنسبة للطالب بالأسرة والمدرسة قد يجعل التلميذ يتمادى في ارتكاب السلوك الغير سوي0
شعور الطالب بالدونية والنقص يؤدي به لارتكاب السلوك غير السوي0
إهمال الطالب في مراجعة واجباته المدرسية والانشغال بغير دراسته لتعويض وإشباع وقت الفراغ المفقود وغير المستثمر0
تقليد الطالب للكبار 0
3- المجتمع :-
عدم حب الطالب وشعوره بالكراهية من المحيطين به0
وسائل الإعلام وانتشار أفلام العنف في التلفزيون والسينما يؤدي إلي فكرة العنف والعدوان داخل الطالب 0
مصاحبة أصدقاء السوء0
عدم الاهتمام بمراكز الشباب وجذب الشباب لهذه المراكز ببرامج وأنشطة تجذب الطلاب إليها لشغل وقت الفراغ0
عدم مراعاة التقاليد والعراف المجتمعية نتيجة التقليد الأعمى لما يراه داخل المجتمع0
كما قام مكتب الخدمة الاجتماعية المدرسية بمديرية التربية والتعليم بالقليوبية 1997 بدراسة عنوانها " ظاهرة التسرب الدراسي لتلاميذ المرحلة الابتدائية " " وأجريت الدراسة علي عينة قدرها 300طالب وطالبة و100معلم الابتدائية " " وأجريت الدراسة علي عينة قدرها 300طالب وطالبة و100معلم ومعلمةو100من أولياء الأمور وكان الهدف من الدراسة تقصي ومعرفة أهم أنواع السلوك غير السوي وخصائصه الأكثر شيوعاً بين طلاب المرحلة الابتدائية بإدارات محافظة القليوبية- وقد أشارت هذه الدراسة للأهداف من اجلها تم القيام بإجراء هذه الدراسة وكانت هذه الأهداف كما يلي :-
1- مدي خطورة هذا السلوك غير السوي علي تلاميذنا في المدارس ولا سيما في المرحلة الابتدائية حيث أصبح أكثر شيوعاً في الآونة الخيرة حتى يتسنى للمجتمع تربيتهم وتنشئهتم في مرحلة الطفولة والتي حققت معدلات السلوك غير السوي والوقوع في دائرته0
2- تزايد حدة المشكلات الناجمة من السلوك الغير سوي بصورة مختلفة التي تثير في نفوسهم شيطان الذعر والقلق وعلي المجتمع المحيط بهم0
3- أن موضوع هذه الدراسة من الموضوعات الهامة والتي في حاجة إلي مزيد من البحث والاستقصاء حيث أن دراسة هذا الموضوع لم تأخذ حقها الوافي من الدراسة والبحث وهذا البحث يمثل خطوة هامة علي طريق الدراسة والبحث0
4- تدل المؤشرات الإحصائية علي تزايد معدلات انتشار السلوك الغير السوي بين التلاميذ في المرحلة الأولي خاصة مع تزايد عوامل القلق والتوتر التي أصبحت تمثل الطابع العام للحياة الإنسانية في القرن العشرين0
5- تمثل المرحلة الأولي من التعليم الأساسي والتي توازي مرحلة الطفولة في النمو الإنمائي مرحلة حرجة في تكوين الفرد حيث انه هذه الفترة من العمر تكون مليئة بالعواصف والتوترات وتشهد حدوث تغيرات سريعة في مختلف تكوين جوانب شخصية الطفل الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية 0
وقد أسفرت الدراسة أن لكل من الأسرة والمدرسة والطالب ذاته والمجتمع المحيط بالطالب له أيدي كثيرة في وجود مثل هذه السلوكيات الغير سوية وقد انتهي البحث بعدة توصيات منها :-

أن تتعاون أجهزة الإعلام علي اختلاف أنواعها مع الهيئات التعليمية في توعية الآباء بأهمية تنفيذ قانون الإلزام مع التركيز علي ضرورة تعليم البنات وان يستفاد برجال الدين في هذه التوعية 0
العمل علي رفع الكفاءة الداخلية للتعليم بالمدارس عن طريق تحسين المناهج وربطها بأنشطة البيئة وسكانها مما يجذب الطلاب إليها0
إعطاء الأنشطة المدرسية المساحة الكافية حتى يستفيد الطالب منها وشغل وقت فراغ الطالب فيما يفيد 0
زيادة التوسع في تقديم الخدمات الاجتماعية والثقافية وعلي رأسها الخدمات التغذية والخدمات الصحية 0
توفير مستلزمات التعليم الجيد قدر الإمكان والاستعانة بجهود الهيئات غير الحكومية والجمعيات الأهلية 0
تشجيع إدارة المدرسة والمدرسين علي أن يجعـلوا من المدارس مــراكز جذب للطلاب 0
كما قام بعض الباحثين في تقديم رسالات الماجستير عن التسرب الدراسي داخل مجتمع المدرسة في المرحلة الأولي من التعليم الأساس وقد أشارت إلي أن تجديد التعليم الابتدائي لا يقف عند حد استيعاب مدارسه بالكامل لكل الأطفال الملزمين والعمل بكل الطاقات والأساليب الممكنة علي الحد من تسرب التلاميذ الملتحقين بها والإسراع في تشييد المباني المدرسية والقضاء علي نظام الفترات وقصر اليوم المدرسي والعام الدراسي والتخفف من كثافة الفصول وإصلاح نظام التقويم والاختبارات بل يجب أن يتسع
ويمتد مجال التجويد فيشمل إلي جانب ذلك تحديد الأهداف المعاصرة والعمل علي إيجاد المناخ التعاوني الجيد بالمدرسة الابتدائية والتغيير الجذري في المناهج والمقررات الدراسية ، وما يرتبط بها من أنشطة تربوية داخل المدرسة وخارجها وتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية للتلاميذ وقيام الإدارة المدرسية بالتوجيه والإشراف الفني علي العملية التربوية علي أسس علمية سليمة وكذلك العمل علي الربط بين المدرسة والأنشطة البيئية من حولها وبعبارة مختصرة فان التجويد يعني رفع الكفاءة التعليمية والتربوية للمدرسة داخلها وخارجها وأن مرحلة المدرسة الابتدائية ذات أثر كبير في حياة الفرد وإذ يتفتح عقله وتتفتح حواسه بها لمعرفة العالم المحيط به للتعامل مع مكوناته يستوي في ذلك العالم المادي الطبيعي والعالم الاجتماعي0
وفي هذه المرحلة يكون الفرد مفاهيمه وعاداته ومهاراته البدنية والعقلية ويكون اتجاهاته من حب وإعجاب وتقدير وولاء وحماس وتذوق أو غير ذلك وهي مرحلة الأساس التي يتعلم فيها التلميذ القراءة والفهم والتعبير وكيفية الأنصال السليم بالغير وكذلك هي مرحلة الأساس التي يزود فيها الفرد بوسائل تعينه علي التعليم الذاتي وعلي استمراره في التعليم 0
الهدف من الدراسة :-
من منطلق حرص وزارة التربية والتعليم علي توفير المناخ الملائم للتربية والتعليم وتعليم أبنائنا الطلبة وفي إطار ما تتخذه الوزارة من إجراءات لحماية الأبناء مما قد يعوق أدائهم الاجتماعي وحرصاً منها علي ضرورة أدائهم الاجتماعي وحرصاً منها علي
ضرورة أداء الأخصائي الاجتماعي كعنصر أساسي في العملية التعليمية فقد تمت هذه الدراسة التي كان من أهم أهدافها :-
اختبار مدي صحة الفروض الأساسية التي وضعت في البحث استناداً إلي الدراسة النظرية المتصلة بموضوع الدراسة0
قياس مدي انتشار سلوك الغياب المتكرر لطلاب المرحلة الثانوية0
الوقوف علي مدي فاعلية التدخل المهني للأخصائيين الاجتماعيين لتخفيض حدة هذه الظاهرة0
استكمال حلقة التعرف علي الظواهر الاجتماعية المدرسية0
وضع استراتيجية متكاملة لمواجهة هذه الظاهرة السلبية التي لها آثار غير إيجابية علي العملية التعليمية0
معاونة الدولة في تحقيق فلسفة الأمن القومي كهدف استراتيجي للسياسة التعليمية 0
توجيه الجهود للتعرف علي أسباب هذه الظاهرة وكيفية علاجها0
الخروج بنتائج تفيد في تحقيق الجودة الاجتماعية داخل المؤسسة التعليمية وتحديد معايير الخطأ والثواب والأساليب الموضوعية لتقويم هذه الأنماط السلوكية الغير سوية داخل المجتمع المدرسي0
مفاهيم الدراسة :-
الضبط الاجتماعي :-
هو من المفاهيم التي أثارت اهتمام العديد من العلماء وخصوصاً انه مرتبط مباشرة بتحقيق مصالح أي مجتمع إنساني ومن بين معانيه " انه يتضمن الوسائل التي تصطنعها الجماعة للإشراف علي سلوك الأفراد والتأكيد من أنهم يتصرفون وفق المعايير أو القيم أو النظم التي رسمها لهم مجتمعهم ، كذلك يتضمن المفهوم تصحيح بعض الأخطاء وتوجيه الطاقة الاجتماعية نحو هدف مثالي "0


مفهوم التنشئة الاجتماعية:-
هي" عملية تحويل الفرد من كائن بيولوجي إلى فرد اجتماعي عن طريق التفاعل الاجتماعي، ليكتسب بذلك سلوكا ومعايير وقيم واتجاهات تدخل في بناء شخصيته لتسهل له الاندماج في الحياة الاجتماعية وهي بذلك مستمرة تبدأ بالطفولة، فالمراهقة فالرشد وتنتهي بالشيخوخة وتشتمل على كافة الأساليب التنشيئية التي تلعب دورا مهما في بناء شخصية الفرد أو اختلالها من جميع الجوانب النفسية والاجتماعية" .
مفهوم الأسرة :-
عرف أوجبرن الأسرة بقوله إنها: "رابطة اجتماعية من زوج وزوجه مع أطفال أو بدون أطفال، أو من زوج بمفرده مع أطفال أو زوجة بمفردها مع أطفال" (( )
ويعرف (بوجاردوس) الأسرة بأنها: "جماعة اجتماعية صغيرة تتكون عادة من الأب والأم وواحد أو أكثر من الأطفال، يتبادلون الحب ويتقاسمون المسؤولية وتقوم بتربية الأطفال، حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم وضبطهم، ليصبحوا أشخاصاً يتصرفون بطريقة اجتماعية( )0
مفهوم المدرسة :-
ويعرفها فريدرك هاستن \"بأنها نظام معقد من السلوك المنظم، الذي يهدف إلى تحقيق جملة من الوظائف في إطار النظام الاجتماعي القائم"0
ويرى شيبمان ان المدرسة \"شبكة من المراكز والأدوار التي يقوم بها المعلمون والتلاميذ، حيث يتم اكتساب المعايير التي تحدد لهم أدوارهم المستقبلية في الحياة الاجتماعية"( )
وينظر أرنولد كلوس الى المدرسة بوصفها "نسقا منظما من العقائد والقيم والتقاليد، وأنماط التفكير والسلوك التي تتجسد في بنية المدرسة، وفي إيديولوجيتها الخاصة\".
مفهوم الطلاب :-
يعني بهم طلاب وطالبات المرحلة الثانوية ممن يتراوح أعمارهم مابين ( 15-18) سنة0
مفهوم السلوك الإنساني :-
يعرف السلوك الإنساني بأنه كل الأفعال والنشاطات التي تصدر عن الفرد سواءً كانت ظاهرة أم غير ظاهرة. ويعرفه آخرين بأنه أي نشاط يصدر عن الإنسان سواءً كان أفعالا يمكن ملاحظتها وقياسها كالنشاطات الفسيولوجية والحركية أو نشاطات تتم على نحو غير ملحوظ كالتفكير والتذكر والوساوس وغيرها.
مفهوم تعديل السلوك :-
يرى كوبر وهيرون ونيوارد أن تعديل السلوك هو العلم الذي يشمل على التطبيق المنظم للأساليب التي انبثقت عن القوانين السلوكية وذلك بغية إحداث تغيير جوهري ومفيد في السلوك الأكاديمي والاجتماعي0
ويعرف إجرائيا بأنه عملية تقوية السلوك المرغوب به من ناحية وإضعاف أو إزالة السلوك غير المرغوب به من ناحية أخرى( )0
مفهوم المراهقة :-
ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد( )0
أما المراهقة في علم النفس فتعني: "الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة
قد تصل إلى 10 سنوات0
مفهوم التسرب الدراسي :-
] عرف أحد منشورات اليونسكو التسرب الدراسي على انه التلميذ الذي يترك المدرسة قبل السنة الأخيرة من المرحلة الدراسية التي سجل فيها. وعرفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 1973 التسرب بأنه صورة من صور الفقر التربوي في المجال التعليمي، ترك الطالب للدراسة في أحدى مراحلها المختلفة وبمعنى شامل هو كل طالب يترك المدرسة لأي سبب من الأسباب قبل نهاية المرحلة التعليمية مما يمثل إهدارا لطاقات المجتمع المستقبلية وفقد اقتصادي سلبي للعملية التعليمية من الناحية الاقتصادية0
مفهوم الغياب :-
غياب الطالب بصورة متقطعة أو متصلة تعوق استفادته من الخدمات المتنوعة للنشاط داخل المدرسة وتعبر عن النقص في القدرة علي التكيف المدرسي 0
تساؤلات الدراسة :-
يعتبر الغياب المدرسي أحد العلامات الخطرة علي انحراف النمو الاجتماعي لدي الطالب الهارب 0

ويتبع من هذا الفرض العام تساؤلات فردية ( فروض فرعية ) :-
هل يعتبر العامل الأسري من العوامل الفاعلة والمؤثرة التي تؤدي إلي الغياب؟
هل يعتبر العامل المدرسي أحد الأسباب التي تؤدي إلي الغياب؟
هل يعتبر العامل الذاتي أحد الأسباب التي تؤدي إلي الغياب؟
هل قرب المدرسة من بعض وسائل تمضية وقت الفراغ ( الفترة الصباحية للسينما- النوادي- مقاهي الإنترنت- البلياردو) أحد الأسباب المؤدية إلي الغياب؟
هل للدروس الخصوصية دورها في ظهور هذه الظاهرة؟
وفي الفصول القادمة سوف نتناول بعض الموضوعات التي لها صلة بهذه المشكلة المتعددة الجوانب

هناك تعليق واحد: